موقعنا على الخريطة6

  • الاحد - الخميس من 8.30ص الى 4.00م

ماتت جامعة الدول العربية سريرياً والقاتل سم القومجية والتوريث
بقلم : د/طارق زنبو

بدأت جامعة الدول العربية تترنح منذ البداء في ترنّح القومجية والقومجيون الذين هدموا المنظومة الإسلامية علي حساب الفكرة الطوباويّة القومجية التي أدخلت الشعوب العربية في دوامة الفقر والحروب والانقسامات السياسية والتخوين والتآمر والانقلابات والانهيارات الاقتصادية وأتساع الفجوة الاجتماعية وغياب العدالة الاجتماعية وسيطرة أصحاب الفكر القومجي الدين اختزلوا الدولة في أشخاصهم حتى أمروا شعوبهم بعبادتهم وتمجيدهم في صور يعرفها الشعب العربي من المحيط الي الخليج. ذلك التمجيد والتأليه قاد اولئك التائهون الي الانفصام في شخصهم، حتى رَأَوُا في انفسهم انهم ظل الله في الأرض ولا احد يستطيع قيادة تلك الشعوب غيرهم او نسلهم. الامر الذي دفع الي ظهور فكرة توريث الحكم لاستكمال مسيرة القهر والاستبداد والشمولية. ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فزادت جرعة سم التوريث من مفعول سم القومجية، الأمر الذي فتح باب الانقسامات السياسية وظهور بوادر المعارضة في صفوف المطبلين والمصفقين لتلك البوتقة والبطانة المحيطة التي شعرت بأنها لا تتعدي اداوت وخدم للسلطان وعائلته، وأن تلك الأفكار القومجية ما هي إلا مسكنات وضحك علي الذقون. ادركت تلك البطانه أن اولئك الحكام بهتفاتهم وشعاراتهم وسكراتهم وخطاباتهم الرنانه، ما هي إلا منومات للشعوب للاستمرار في السلطة والتسلط عليها. انهار العراق وحزب البعث القومجي بعد ظهور فكرة التوريث بظهور الأبناء في المحافل السياسية والتدخل في الشأن العام واستخدام السلطة في غير محلها في خطوة نحو الجلوس علي كرسي الاب ولكن تلك الخطوات فتحت باب جهنم علي النظام حتى سقط . وانهار النظام المصري بعد أن سوق لفكرة التوريث وظهور جمال مبارك في محافل سياسية يتوسل الشعب ويستلطف السياسيين والفنانين ويتجول في احياء القاهرة في استعرض أنا سوف أحكمكم، الأمر الذّي خلّق فجوة في الحزب الوطنيّ، وانقسمت المعارضة وزاد عدد المعارضين تم سقط النظام. في ليبيا بدأ النظام يترنح منذ 2005 عندما تم التلميح لفكرة التوريث التي تسببت في غضب الحرس القديم وكشر علي انيابه امام الحرس الجديد الذي يقوده سيف الإسلام متمثلاً في مشروع ليبيا الغد، وسقط ايضاً نتيجة لوعي الشعب وإدراكه لمشروع التوريث. وفي تونس ايضاً تسلط الدكتاتور وسيطر وأطلق عنان عائلته حتى صارت هي الحاكمة الناهية الامر الذي خلق حالة من التململ وعدم الاستقرار وازدياد القبضة الامنية والاعتقالات حتى حانت الفرصة وسقط النظام . وأخيراً سوريا ام القومجية ومعقل حزب البعث الذي أطاح بالمنظومة الإسلامية علي يد الشامي السوري المسيحي ميشيل عفلق الذي وجد في نفسه كمسيحي عربي نقطه في بحر امام المنظومة الإسلامية الامر الذي دفعه بكل ذكاء الي طرح فكرة القومية العربية لتحل محل المنظومة الإسلامية. والتي سرعان ما تلقفها العديد من الغافلين والمندفعين ليس حباً في العروبة وانما وسئلة للسلطة والتسلط وبدلاً من ان تكون نعمة علي شعوبهم صار سما ً يقتلهم واحد تلو الاخر قتلاً سريرياً بطئاً أكل الاخضر واليابس والمستفيد الوحيد منذ ذلك الوقت هي اسرائيل.
والآن نحن إلى أين ؟ وعلي من الدور؟ وهل يتعظ الباقون ؟
د طارق رمضان زنبو
مدير المركز القومي للبحوث والدراسات العلمية، ورئيس اللجنة العلمية بالمركز.

موقف و رأي